الفارق الوحيد هو التوقيت
ساهموا معنا في تلافي ما قد يكون الأسوأ
لطالما كان لبنان وإسرائيل في هدنة مؤقتة مع وقف التنفيذ معلّقة على الانتهاكات الإسرائيلية الدائم. وقد دفع لبنان الثمن الباهظ من بين الدول العربية، التي خاضت ذات الصراع مع الكيان الاسرائيلي، بالطبع بالدرجة الثانية بعد فلسطين. فكان دائماً بالمرصاد، وعلى أهب الاستعداد- للاجتياح والقصف - بشتى الطرق، حتى وصلت به لقصف لبنان بالقنابل الفوسفورية،
الاّ أنّ المجازر الأخيرة التي ترتكب في فلسطين والتي تؤكّد على وحشية الحروب، الذي لا يفرّق بين مقاتلين ومدنيين أطفال وشيب ونساء، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الأممية، والمبادئ الإنسانية، وحتّى أنّ الملاذ الأخير الذي لجأ اليه المدنيون العزّل، كالمستشفيات والمدارس والجامعة لم تسلم من وحشيّة الدمار، والمجازر.
بالطبع، لبنان لم يسلم من هذه الانتهاكات فقد كان له نصيب باستهداف الصحفيين، والمزارعين والأطفال والمدنيين بشكل عام. ناهيك عن القصف اليومي لجنوب لبنان منذ بدء الحرب على غزّة في 7 تشرين، مخلّفاً بذلك نزوح الآلاف من اللبنانيين إلى مناطق متفرّقة من لبنان، ومع اشتداد القصف، يزداد العدد شيئاً فشيئاً، حتّى باتت المناطق الحدوديةّ شبه منكوبة.
لبنان اليوم، لا يستطيع تحمّل تكاليف الحرب، وهو في الأساس غير مجهّز لذلك. أضف إلى ما يعانيه اللبناني من الأزمة الاقتصادية والسياسيّة، وانهيار عملته، والبطالة والفقر التي وصلت لمعدّلات غير مسبوقة والقطاع الصحي الذي بالكاد يعمل في ظل هجرة أهم أطبائه والعاملين في القطاع الصحي عموماً، ناهيك عن انقطاع الكهرباء شبه الدائم في جميع المناطق اللبنانية، والتي تؤثّر بشكل كبير على جميع القطاعات الحيوية في لبنان.
وفي ظل هذه الأزمات المتعاقبة، والشعب المستنزف من غياب أي خطط إصلاحية، أو أي أمر واضح لتحييد لبنان عن الصراع القائم، فلا بدّ لنا من الجهوزية التامّة.
اليوم، قد يتسنّى لنا مد يد المساعدة إذا ما كنّا مستعدين.
وعليه، تعتزم جمعية الإنماء والتجدد بتجهيز وتدريب فريق إغاثي وتطّوعي يكون على أهبة الاستعداد لنجدة النازحين، وتأمين مراكزها الصحية بالمستلزمات الطبية والمعدات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، ناهيك عن سيارات اسعاف مجهّزة مخصصة لنقل الجرحى.
تبرّعوا الآن وساهموا في تلافي ما قد يكون الأسوأ.
فالفارق الوحيد اليوم هو التوقيت.